الجريمة الصهيونية في غزة.. تغطية مفصلة
مأساة وحصيلة
في تصعيد جديد لآلة الحرب الصهيونية النازية الجديدة ضد أبناء الشعب الفلسطيني الأعزل الأبرياء وبمباركة عربية وتواطؤ أمريكي مفضوح عاشت غزة يوما داميا لم تشهد فلسطين الجريحة مثله منذ أكثر من واحد وأربعين سنة من العدوان الصهيوني الذي لم يتوقف، فقد استشهد أكثر من مائتين واثنين وثمانين فلسطينياً وأصيب نحو 800 آخرين، جراح مائتين على الأقل بالغة الخطورة، وذلك يومي السبت والأحد 27 و28 دجنبر 2008.
حيث شنت أكثر من مائة طائرة حربية صهيونية من طراز "اف 16"، منذ ساعات ظهر السبت، سلسلة غارات متزامنة على امتداد قطاع غزة، استهدفت ما يزيد عن خمسين هدفاً وأوقعت هذا الكم الهائل من الشهداء والجرحى.
وأكد المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة أن عدد الشهداء بلغ 282 شهيداً ونحو 800 جريحاً، بينهم 200 جريحا وصفت جراحهم بالخطيرة فيما صنفت جراح الباقين ما بين المتوسطة والطفيفة، موضحة أن نسبة كبيرة من الشهداء هم من المدنيين والنساء والأطفال. كما توقعت مصادر طبية أن يرتفع عدد الشهداء إلى 350.
وقال معاوية حسنين: إن هناك 15 شهيداً على الأقل مجهولي الهوية في مستشفيات القطاع، وأكد أن أن 80 شهيداً وصلوا إلى المستشفيات عبارة عن أشلاء، وهناك عشرات الضحايا ما زالوا تحت أنقاض المقار التي قصفت. كما أكد أن ارتفاع عدد الشهداء كان نتيجة اكتشاف جثث جديدة تحت الأنقاض، واستمرار القصف الصهيوني على القطاع الذي مازال متواصلاً ولم يتوقف حتى ساعات الفجر الأولى من اليوم الأحد 28/12. وأشار إلى وجود نقص حاد في الأدوية ومستلزمات الإسعاف الأولي وكافة العلاجات اللازمة للعمليات الجراحية العاجلة مناشداً الدول العربية واتحادات الأطباء بإرسال الأدوية بشكل عاجل للقطاع المحاصر. وقال "إن غالبية الجرحى بحالة خطرة ولا يمكن نقلهم إلى أي دولة عربية إلا بعد استقرار وضعهم"، مناشداً إرسال مروحيات خشية على حياتهم. في حين تركت جثامين الشهداء في ممرات المستشفيات لعجزها عن استيعاب هذا الكم الهائل من الشهداء.
الموقف الشعبي والإسلامي
أمام هذا الإرهاب الإسرائيلي الجديد والصمت الرسمي العربي والدولي، استنكرت حركات وشخصيات إسلامية بارزة اليوم السبت ما اعتبرته مواقف سلبية بل وتواطؤا من النظام الرسمي العربي وأيضا المجتمع الدولي مع العدوان الإسرائيلي الضاري على غزة، وقالت في تصريحات صحفية لقناة الجزيرة إن هذا الموقف هو الذي شجع إسرائيل على التمادي في جرائمها كما طالبت بتحرك شعبي فوري.
وهكذا، ناشد رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي مصر والسعودية والعرب والمجتمع الدولي التصدي للعدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني وإبداء الموقف الصحيح.
وقال القرضاوي: "نحن أمام خرس عالمي وعربي"، مضيفا أن الشعب الفلسطيني يدافع عن كرامته وأن الأمة كلها مطالبة بالوقف ضد هذا العدوان الوحشي الذي لا يبقي ولا يذر.
من جهته قال المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين بمصر محمد مهدي عاكف: "إن الصهاينة لا يمكنهم ارتكاب هذه الجرائم إلا بتواطؤ من الحكام العرب والمنظمات الدولية".
وفي السياق ذاته طالب المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن الدكتور همام سعيد خلال اعتصام بعمان كل الدول التي تقيم علاقة مع إسرائيل بقطعها. واعتبر همام سعيد الأنظمة التي لا تفعل ذلك "مجرمة بحق الأمة".
أما رئيس حزب المؤتمر الشعبي السوداني الدكتور حسن الترابي فرأى من جهته أن الصمت العربي هو الذي يسمح ل"إسرائيل" بالتمادي في جرائمها, قائلا إنه كان على الشعوب العربية أن تغير الأنظمة الحالية وتضع إستراتيجية جديدة.
وصرح الأمين العام لهيئة علماء المسلمين بالعراق بأن الأنظمة والشعوب العربية مدعوة لإبداء فعلها وموقفها من العدوان على غزة. وشدد الشيخ حارث الضاري على أنه لا عذر لأي نظام أو شعب عربي ومسلم لا يقدم الدعم للشعب الفلسطيني.
ومن جانبه قال الداعية الإسلامي اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني إن نصرة الشعب الفلسطيني واجب شرعي، وإن من يتآمر على قطاع غزة فحكمه حكم من اعتدى على الشعب الفلسطيني.
وأضاف الزنداني أن ما يحدث بغزة مأساة عربية بشكل عام وأن الحكام العرب هم أساس الحصار المفروض على الفلسطينيين في قطاع غزة, معتبرا أن الحكام الذين يزعمون التحرك "مجرد مسرح". ووفقا للزنداني فإن عدم تحرك الدول العربية الآن يعني تواصل العدوان.
وقال رئيس حركة النهضة التونسية إن "إسرائيل" لم تكن لتقدم ما أقدمت علية في غزة لولا صمت الحكومات العربية وتواطؤ النظام الدولي وعلى رأسه أميركا.
واعتبر الشيخ راشد الغنوشي أن الأنظمة العربية خاصة مصر تتحمل مسؤولية استباحة غزة من قبل إسرائيل, مضيفا أن "زلزالا" (شعبيا) سيهز الحكومات العربية، ملمحا إلى أن بعض هذه الحكومات تستعجل الخلاص من حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وشعبيا اندفع الآلاف من سكان المخيمات الفلسطينية في لبنان إلى الشوارع والساحات داخل المخيمات وفي جوارها في إطار اعتصامات ومسيرات شعبية عفوية تنديدا بالعدوان الإسرائيلي على غزة، الذي أوقع مئات الشهداء والجرحى.
المظاهرات التي انطلقت فور سماع أنباء المجزرة غير المسبوقة بغزة، شهدت رفع لافتات وترديد هتافات عبر المشاركون فيها عن غضبهم من الموقف المصري والمواقف العربية الصامتة إزاء ما يتعرض له الفلسطينيون من عدوان إسرائيلي واسع.