منتديات التربية والتعليم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات التربية والتعليم

منتدى تربوي تعليمي يهتم بمجال التربية والتعليم وبعالم العلم والمعرفة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 المبادئ الخمسة في تنشئة الطفل

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
admin
المشرف العام
المشرف العام



ذكر عدد الرسائل : 57
العمر : 41
تاريخ التسجيل : 13/11/2008

المبادئ الخمسة في تنشئة الطفل Empty
مُساهمةموضوع: المبادئ الخمسة في تنشئة الطفل   المبادئ الخمسة في تنشئة الطفل I_icon_minitimeالجمعة 12 ديسمبر 2008, 16:07

المبادئ الخمسة في تنشئة الطفل
بقلم: ذ. أحمد الفراك

قال الأحنف بن قيس: "أولادنا ثمار قلوبنا، وعماد ظهورنا، ونحن لهم أرض ذليلة، وسماء ظليلة، وبهم نصُول عند كل جليلة، فإن طلبوا فأعطهم، وإن غضبوا فأرضهم، يمنحوك وُدهم، ويحبّوك جهدهم، ولا تكن عليهم قُفلا فيتمنّوا موتك ويكرهوا قُربك ويملّوا حياتك".
لكن من أكبر التحديات التي تواجه الفرد المسلم والأمة المسلمة هي تنشئة الأبناء تنشئة تليق بمقام الخيرية التي رشحتنا له الرسالة القرآنية النبوية. ومن أهم الأسئلة التي تُطرح بهذا الصدد: كيف نُعِدُّ أبناءنا إعدادا وسطيا، متوازنا وشاملا يرضي الله تعالى ويعز أمة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ وما هي المبادئ التي تلخص الطريقة المثلى في تربية "عماد ظهورنا"؟
إليك خمسة مبادئ كبرى جامعة، أراها -في نظري- كافية بتوفيق الله تعالى لتحقيق المطلوب:

1- مبدأ القدوة
في لسان العرب القُدوة والقِدوة: الأُسْوة. يقال: فلان قدوة يقتدى به، والقدو: القُرب، فالوالد القدوة أسوة حسنة لأبنائه وبناته، ولا معنى للقدوة إن لم يكن قريبا منهم حسيا ومعنويا. يحيا معهم ويواسيهم ويتهمَّم معهم.
الطفل كائن طري، قريب عهد بربه، صفحة فطرية نقية، يقول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم: "ما من مولود إلا يولد على الفطرة. فأبواه يُهودانه أو يُنصرانه أو يُمجّسانه"(1).
يفتح عيني بصره وبصيرته على والديه وأسرته، وأول ما يحتاجه هو القدوة الصالحة، أي كُن أنت أولا كما تريد ابنك أن يكون، ابدأ بنفسك وبمن تعول، صلاتك، قرآنك، خُلُقك، اهتمامك، طريقة معالجتك للقضايا والمشاكل العارضة في البيت وخارجه، ثم اقترب منه واسمع له واصحبه وتحبب إليه، كن صادقا معه في أقوالك وأفعالك، كن سخيا دون تبذير ومقتصدا دون تقتير، كن وفيا بعهودك ولا تواعده إلا بما تطيق فعله، ولا تراوغه فتلقنه الروغان، علِّمه التواضع عمليا مع إخوته والجيران والناس أجمعين، لا تبخسه حقه وحافظ له على حاجته، كن أمينا حريصا على الخير، وحليما متجاوزا عن الخطأ. احذر أن تلطخ صفاء فطرته بكدر الشكوك والظنون والمخاوف والأوهام.

الفعل أبلغ من القول
فَعَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: اتَّخَذَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ فَاتَّخَذَ النَّاسُ خَوَاتِيمَ مِنْ ذَهَبٍ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنِّي اتَّخَذْتُ خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ - فَنَبَذَهُ وَقَالَ:- إِنِّي لَنْ أَلْبَسَهُ أَبَدًا" فَنَبَذَ النَّاسُ خَوَاتِيمَهُمْ. رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي ومالك وأحمد.
قال العلماء: "فدل ذلك على أن الفعل أبلغ من القول".
مستحيل أن تطمح أن يكون ابنك صالحاً وأنت لست بصالح. من خصائص الطفل أنه يتعلم بالفكرة، يتعلم بالصورة، لا يفرِّق بين المبدإ وبين الشخص الإنسان المتفوق الواعي "المثقف" يوجد عنده إمكان أن يفرق بين المبدإ وبين معتنقي المبدإ، لكن الطفل لا يستطيع ذلك. فاحذر أن يفضحك تصرفك.
قال عبد الواحد بن زياد: "ما بلغ الحسن البصري إلى ما بلغ إلا لكونه إذا أمر الناس بشيء يكون أسبقهم إليه، وإذا نهاهم عن شيء يكون أبعدهم عنه".
المربي مثال حي، أنموذج يمشي على الأرض، يخالط الناس ويعاشرهم بالمعروف. يحثهم على المعروف ويسبقهم إليه. يحذرهم من المنكر ويسترهم عليه.
قد تجد أباً يحمل اسما من أسماء المسلمين ووُلد من أبوين مسلمين (جزى الله عنا والدينا خير الجزاء بما حافظا على صلة رحم الفطرة من الأجداد إلى الأحفاد)، لكن بالتعامل اليومي يكْلم دينه ويخْرم مروءته. فكيف يطمح هذا الأب أن يكون ابنه مسلماً تقياً ورعاً نقياً طاهراً عفيفاً وهو ليس كذلك ؟ فأبواه يُتلِفانه.

لا تـنهَ عن خُلُق وتأتي مثلـه *** عـارٌ عليك إذا فعلتَ عظيمُ
الصدق يهدي إلى البر
جاء في الصحيحين وغيرهما عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يُجَاءُ بِالرَّجُلِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُلْقَى فِي النَّارِ فَتَنْدَلِقُ أَقْتَابُهُ فِي النَّارِ فَيَدُورُ كَمَا يَدُورُ الْحِمَارُ بِرَحَاهُ فَيَجْتَمِعُ أَهْلُ النَّارِ عَلَيْهِ فَيَقُولُونَ: أَيْ فُلَانُ مَا شَأْنُكَ؟ أَلَيْسَ كُنْتَ تَأْمُرُنَا بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَانَا عَنْ الْمُنْكَرِ؟. قَالَ: كُنْتُ آمُرُكُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَلَا آتِيهِ وَأَنْهَاكُمْ عَنْ الْمُنْكَرِ وَآتِيهِ".
الذي يكذب في أقواله، في تجارته، يسيء إلى جيرانه، يأكل أموال الناس، يشهد الزور، يدمن على التدخين أو الخمر، يغش، يُزوِّر، يقطع رحمه... فكيف يحقق قدوةً لبنيه؟ وكيف لا يتبعه ابنه في انحرافه؟ وقديما قيل: "من شَبه أباه فما ظلم" و"كما تدين تُدان".
الصدق دوام الحال ودوام الاستقامة. وفي الحديث: "إِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ ..."(2).
تَمثَّل الحكمة القائلة: "الولد نية أبيه"، فأي ولدٍ تُحب؟ وأي أولاد نحب أن يمثلوا أمتنا في المستقبل؟ ولا تظن أن الأبناء لا يقتدون، فهم يتتبعون سلوك الآباء بدقة لا نشعر بها، ويجعلون منهم مثالا وأنموذجا يحتذون به في حياتهم، وهم لا يقبلون منهم القول بلا فعل، وإن لم نفعل فإننا سننشئ منهم جيلا متكلما من غير عمل، بطَّالاً سبَهْللا، وتلك هي الكارثة.
يقول الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لِمَ تقولون ما لا تفعلون، كبُر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون}. سورة الصف

القدوة والأدب
إن لم نقدم لأبنائنا نماذج ناجحة في أخلاقها وأعمالها لتقتدي بها فإنها ستولي ظهرها لمظاهر الحضارة الغالبة الهاجمة علينا في بيوتنا ومؤسساتنا، وتتلقف منتجاتها بلهفة وتسليم. وإن لم نراجع خُططنا التربوية والتعليمية والإعلامية، وباب التفسخ والمسخ أمسى مترعا أمام الناشئة، فلا حاجة للشكوى العاجزة والحوقلة الباردة فيما بعد. إن لم يتأدب الأبناء بآداب الإسلام فالسبل ميسرة لآداب الانحلال والإلحاد والميوعة.
يقول مالك بن أنس رضي الله عنه: "لما أرسلتني أمي إلى التعليم، أوصتني بقولها اذهب إلى ربيعة فتعلم من أدبه قبل علمه". الأدب قبل العلم. وأدب الأب مقدم على أدب الابن. وعن الإمام علي كرم الله وجهه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أدبوا أولادكم على ثلاث خصال: حُب نبيكم، وحُب آل بيته، وتلاوة القرآن". رواه الطبراني
يقول الشاعر أبو الأسود الدؤلي:

يا أيها الرجل المعـلم غيـره *** هــلاَّ لنفسك كان ذا التـعليـم
تصف الدواء لذي السقام ولذي *** الضنى كيما يصح به وأنت سقيم
ونراك تصلح بالرشاد عقولـنا *** وأبدا أنت من الرشـاد عـديـم
فابدأ بنفسك فانْـهها عن غيِّها *** فـإذا انتهتْ عنه فأنـت حكيـم
فهناك يقبل ما تقول ويهتـدى *** بالقـول منك وينفـع التعـلـيم

2- مبدأ الرفق
الرفق ضد العنف والغلظة والشدة، ويفيد معاني اللين واليسر والتُّؤَدة والصبر والحِلم، قال الله تعالى رضا بخُلق رسوله المجتبى صلى الله عليه وسلم: {فبما رحمةٍ من الله لِنت لهم. ولو كنت فظّا غليظ القلب لانفضوا من حولك. فاعفُ عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر. فإذا عزمت فتوكل على الله} سورة آل عمران 153

عليك بالرفق
قال المربي الأعظم صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ وَيُعْطِي عَلَى الرِّفْقِ مَا لَا يُعْطِي عَلَى الْعُنْفِ وَمَا لَا يُعْطِي عَلَى مَا سِوَاهُ" رواه مسلم-واللفظ له- والترمذي وأحمد . وقال مخاطبًا أمنا عائشة رضي الله عنها: "عَلَيْكِ بِالرِّفْقِ فَإِنَّ الرِّفْقَ لَا يَكُونُ فِي شَيْءٍ إِلَّا زَانَهُ وَلَا يُنْزَعُ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا شَانَهُ" رواه مسلم. الرفق مزية وزَيْن، والعنف منقصة وشَيْن.
ومن الرفق ملاعبة ومداعبة الأطفال وحثهم على اللعب ليبعدوا عنهم الخمول والكسل وأتعاب الدروس، وقد قال أحد الآباء موصيا أبناءه: "يا بَني العبوا فإن المروءة لا تكون إلا بعد اللعب".
قال بن مسكويه: "منع الصبي من اللعب وإرهاقه بالتعلم دائماً يميت قلبه ويبطل ذكاءه وينغص عليه العيش، حتى يطلب الحيلة في الخلاص منه".

لا تكن قُفلا
حبِّب لأبنائك الدين برفق، واغرس في قلوبهم الإيمان ببِشْر، ربِّهم على خصال حُب الله وحُب رسوله صلى الله عليه وسلم، حافظ لهم على الفطرة فهي أغلى ما يملكون.
دعهم يأخذون حقهم من اللعب، فلعب الولد جد، بل ساعدهم وأبدِ اهتمامك بإنجازاتهم في اللعب وشجعهم على الإبداع، ولا تكن عليهم قُفلا غليظا. لهذا قيل: من كان له صبّي فليستصب له.
المربي الرفيق هو الذي ينوِّع الأساليب ويغض الطرف عن العثرات، ويعالج الأخطاء بحكمة ورحمة، ولا يعيِّر أحدا بلقب مكروه، ولا يجهز على الغير في حال الضعف أو الفشل، بل ينهض ويحفز ويواسي ويُعين. المربي حليم كريم.
لا تكن قاسيا ولا جافيا، فالقسوة تورث الخوف والجبن والاضطراب النفسي والخجل والتردد، والعنف على الأطفال يجعلهم يبتعدون عن الآباء ويفضلون غيابهم، أو كما قال الأحنف بن قيس: "لا تكن عليهم قفلا فيتمنّوا موتك ويكرهوا قُربك ويملُّوا حياتك". وإذا رأيت ما لا يعجب {فاصفح الصفح الجميل} سورة الحجر، الآية 85، ولا تكثر العتاب ولا تفرط في العقاب. ومن ستر مسلما ستره الله، وأولى الناس بالستر أهل بيتك.

إذا أُكره القلب عمي
لا تقمع طفلك ولا تُعنِّف عليه، وتذكر قول الحبيب المربي صلى الله عليه وسلم: {... وما دخل العنف في شيء إلا شانه}، وقد توصل خبراء التربية إلى أن الضرب لا يؤدي إلى إزاحة السلوك المرفوض المعاقب عليه ولا إلى محوه نهائيا وإنما إلى تصريفه بطرق عنيفة وأكثر حدة. فالطفل الذي يُضرب كثيرا يفضل الانعزال عن والديه، ليأكل وحده وينام وحده ويجلس وحده، ويمكن أن تصل بعض الحالات إلى الانطواء أو الانحراف. إن القلب إذا أُكره عمي. {إنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور}.

تابع...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://attarbiya.yoo7.com
noune
عضو جديد
عضو جديد



عدد الرسائل : 3
تاريخ التسجيل : 12/10/2009

المبادئ الخمسة في تنشئة الطفل Empty
مُساهمةموضوع: رد: المبادئ الخمسة في تنشئة الطفل   المبادئ الخمسة في تنشئة الطفل I_icon_minitimeالثلاثاء 27 أكتوبر 2009, 07:30

merci bcp cheers
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
noune
عضو جديد
عضو جديد



عدد الرسائل : 3
تاريخ التسجيل : 12/10/2009

المبادئ الخمسة في تنشئة الطفل Empty
مُساهمةموضوع: رد: المبادئ الخمسة في تنشئة الطفل   المبادئ الخمسة في تنشئة الطفل I_icon_minitimeالثلاثاء 27 أكتوبر 2009, 07:40

نفس الموضوع لكن بصيغة اخرى .
منقول للافادة
إلى الآباء والأمهات في البيوت، إلى المعلمين والمعلمات في المدارس، إلى المحفظين والمحفظات في المساجد، إليكم جميعاً أيها الأحباب نوجه حديثنا من أجل تربية إسلامية صحيحة لأبنائنا.
نسلط الضوء على مجموعة من الصفات الجوهرية والمهمة لكل من وضع الله بين يديه هذه الأمانة، فإنه سبحانه سائله عنها غداً يوم القيامة: "إن الله سائل كل راع عما استرعاه حفظ أم ضيع".
إنها صفات المربي الناجح وما يجب عليه أن يتحلى به وما يجب عليه أن يتخلى عنه، وتأتي دائمًا على رأسها:



1- القدو



وهي عمدة الصفات كلها بل عليها تبنى جميع صفات المربي الناجح، وإن مربياً غير قدوة ككاتب على الماء لا يرى لما يكتب أثراً، فلا وعظه ينفع ولا كلامه يسمع ولا توجيهاته تنفذ، فالطفل إذا ما افتقد القدوة فيمن يربيه فسوف يفتقد إلى كل شيء، ولن يفلح معه حينئذ وعظ ولا عقاب ولا ثواب، وكيف لا وقد رأى الكبير يفعل ما ينهاه عنه!!
إن عين الطفل مسلطة عليك كالميكروسكوب ترى فيك الأشياء الصغيرة واضحة تماماً، فالنظرة المحرمة التي تختلسها والكلمة البذيئة التي تنطق بها سريعاً وغيرها من التصرفات الخاطئة يستقبلها الصغير فيخزنها ويفعل مثلها إن لم يكن أسوأ، وحينئذ لا تستطيع أن تنهاه وإلا قال لك: "أنت فعلت ذلك وأنا أفعل مثلك!" والطفل هاهنا -غالباً- لا يعاند ولكنه يقلدك، فأنت الكبير وهو يحبك ويفعل مثلما تفعل تماماً ليتشبه بك، فإن غضبت فشتمت فإنه سيشتم عندما يغضب، وإن طلبت منه شراء الدخان أو رمي باقي السيجارة فسيشرب منها بعد ذلك ولو خلسة حتى يتمكن من شربها بحرية في أقرب فرصة، فهو يقلدك وأنت الكبير، وإن خرجت الأم متبرجة فلن تستطيع إقناع ابنتها بعد ذلك بارتداء الحجاب، وإن نادى المؤذن للصلاة وصليت في البيت فسيصلي في البيت، وإن ذهبت إلى المسجد فسوف يحب الذهاب إلى المسجد، وإن غفلت عن الصلاة ساهياً أو عامداً فسوف يقلدك فأنت القدوة.



‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍2- حسن الصلة بالله:



وهي من الصفات التي لا غنى للمربي عنها، وقد كنّا نقصر في صلتنا بالله فلا نرى قلوباً مفتوحة لنا ولا آذاناً صاغية تستقبل بحب ما نقوله وما نفعله، والعكس عندما كنا نحسن الصلة بالله فكان الله يبارك في القليل فيستجيب الصغار لنا أسرع مما نتخيل، يصلون ويذاكرون ويحفظون القرآن الكريم ويظهر منهم حسن خلق أثناء اللعب وأثناء الفسح.
إن الصلاة في جماعة خاصة صلاة الفجر والمداومة على ورد القرآن وأذكار الصباح والمساء وكثرة الاستغفار والبعد عن المحرمات والشبهات خاصة غض البصر والورع لفيها جميعاً الخير والبركة في هذا المجال فإرضاء الله غاية، ما من أحد إلا ويتمناها ويسعى إليها لينال الجنة في الآخرة والسعادة في الدنيا، ومَنْ أسعد في الدنيا من رجل له أبناء صالحون يحسن تربيتهم فينال منهم بِراً ودعوة صالحة، نسأل الله ألا يحرمنا من هذه النعمة العظيمة.



3- نفس عظيمة وهمة عالية:



المربي لابد أن يكون عظيم النفس.. همته عالية وإرادته قوية ونَفَسه طويل، لا
يطلب سفاسف الأمور، يعلم أن تربية الأولاد في الإسلام فن له عقبات كما له حلاوة وأجر عظيم، لذلك يسعى جاهداً أن يجعلها لله ويضحي من أجلها براحته وبماله وبكل شيء عنده ويصل طموحه به إلى أن يتمنى أن يكون ابنه كمحمد الفاتح الذي علمه شيخه وهو صغير أن القسطنطينية سيفتحها الله على يد أمير مسلم يرجو أن يكون هو فقد قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فلنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش ذلك الجيش"، ومن نماذج المربين وأصحاب الهمم والطموحات الكثير والكثير.



4- يألف ويؤلف:



نعم من صفات المربي أن يألف ويؤلف.. يألف الصغار يحبهم ولا يأنف الجلوس معهم يتبسط في حديثه ويتواضع.. يمزح ويلعب.. يلين ولا يشتد.. يعطي كثيراً بلا مقابل ولا تفارقه الابتسامة، وكذلك يؤلف عند الصغار وإلا فلا يتصدى للتعليم ولا للتربية، فهي مهمة ليس أهلاً لها إذ إنه دائم التجهم شديدٌ عنيفٌ لا تعرف الرحمة طريقاً إلى قلبه، فويل لأبنائه منه، تماماً كمن قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحداً" فقال له الحبيب المربي صلى الله عليه وسلم: "من لا يرحم لا يرحم"، وعمر بن الخطاب عزل مثل ذلك الرجل عن ولاية المسلمين فمن لا يألفه أبناؤه لا يألفه المسلمون وهو بالتالي لن يرحمهم.



5- ضبط النفس:



إن الغضب والعصبية الجنونية من الصفات السلبية في العملية التربوية، فإذا ملك الإنسان نفسه عند الغضب وكظم غيظه كان ذلك فلاحاً له ولأولاده، فالمقصود بضبط النفس أن تغضب ولكن ليس من قلبك وتعاقب بمزاجك.. تعاقب وأنت تهدف من وراء العقاب شيئاً مهماً وهو التربية وتغيير السلوك السلبي الخاطئ إلى سلوك إيجابي صحيح، فلا تعاقب كرد فعل سريع للخطأ من غير أن تنوي قبل العقاب أن تغير من سلوك الصغير، وإلا فأنت حينئذ تكون قد عاقبت بالغضب والصياح بدلاً من التصحيح الهادئ، وكان الأَوْلى أن تظهر الغضب فقط.
ومن ضبط النفس أيضاً أن تغضب فإذا ما اعترف الصغير بخطئه يتلاشى غضبك على وجه السرعة ويتحول إلى ابتسامة رقيقة، وكذلك قد تتحول الابتسامة إلى تجهم عند الخطأ، وهكذا دون أن يتأثر القلب ليربي الكبير الصغير وليس العكس أن يصير الصغير هو الذي يستفزه ويتحكم في حركاته وسكناته.



6- سعة الاطلاع:



لا يستغني المربي الناجح عن الاطلاع بشكل عام، خصوصاً الإصدارات الحديثة في مجال الطفولة بشكل خاص، وهو أولى بذلك ليستطيع تعليم الصغار وتغذيتهم أولاً بأول بالمعلومات الجيدة والمفيدة في التقسير وفي الحديث وفي الفقه وفي سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وفي الآداب والأخلاق وفي المعلومات الإسلامية والعامة وغيرها.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
المبادئ الخمسة في تنشئة الطفل
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات التربية والتعليم :: منتدى الطفل و الحياة الأسرية-
انتقل الى: